إبني ، وزميله المتنمر 22/09/2014 07:15 am فتحية عبد الرحيم
سعادة ممزوجة بقلق عند التحاق الطفل بالمدرسة للمرة الأولى ، الشعور بالقلق قد يعتري الطفل والأبوين معا ؛ لذا يحتاج هذا الأمر حكمة وهدوء في التصرف ، وتهيأة نفسية ، وسلوكية للطفل .
كثيرا ما يعود الصغار - من بنين وبنات - إلى دويهم يبكون من سلوكيات عدائية يتعرضون لها من زملائهم في المدرسة ، والصف ، والحافلة ، كالضرب ، والعض ، أو نهب ما يخصهم ... وذلك ما يقلق الآباء ، خاصة عندما لايقوى الطفل على الدفاع عن نفسه .
حكاية يرويها أحد الآباء قائلا :
عندماالتحق ابني الصغير بالمدرسة لأول مرة - في العام الماضي - كثيرا ما كان يعود باكيا ، يشكو اعتداء أحد زملائه عليه بالضرب والركل ، فخفت أن يكره ابني فكرة الذهاب إلى المدرسة بسبب زميله ، ولأن العنف بين الصغار يقلقني ؛ قررت أن أصطحبه إلى المدرسة للإطلاع على الأمر بنفسي .
وفي ساحة المدرسة أشار لي قائلا : هذا هو ، اقتربت منه ، وجدته طفلا في عمره ، ولكنه يفوق ابني بنية ، وقوة بدنية ، نظرت إليه بحدة ، محذرا إياه من ضربه ، أو التعرض له بأذى مرة أخرى ، وهو ينظر إلى بخوف محركا رأسه بالإيجاب .
وكلما ذهبت إلى المدرسة لتفقد أحوال ابني ومتابعته في الدراسة ، كنت ألمح ذاك المتنمر الصغير يفر هاربا من الساحة عندما يراني مقبلا ، تكررت مسألة فراره أكثر من مرة ، آخرها ناديته : أن تعال يا بني ، التفت إلي خائفا وهو يقول : واللهِ لم أفعل شيئا لإبنك .
ابتسمت في وجهه ، فاطمأن واقترب على استحياء ، مسحت على رأسه ، وطوقته بذراعي ، قائلا له : أعلم أنك لم تفعل شيئا ، فأنت ولد مهذب تحترم الكبار ، وتصغي إلى النصيحة ، ولم تعد تؤذي أحدا ، انفرجت أساريره ، وأردفت قائلا :
أنتما زميلان كأخوين في حجرة واحدة ، وهي حجرة الصف وبيت واحد ، وهو المدرسة
رفع رأسه ينظر إلي مبتسما ، يهز رأسه ، كأنه يقول : نعم .
خرجت - بعدها - من المدرسة مرتاح الضمير ، وكنت كلما أعطيت ابني شيئا طلبت منه أن يقتسمه مع زميله .
كان لتلك الطريقة الودية ، أثر ملموس في أن يصبح الصغيران صديقين - بعد تلك المواجهة .
صدق نبي الرحمة صَلِّ الله عليه وعلى آله وسلم ، حين قال : ( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه )
أحمد الله أنني راجعت نفسي ، وأدركت أنني سلبت من ذاك الطفل إحساسه بالأمان عندما يراني ، ذلك ما لا أرضاه لأولادي ، فقد عودتهم على وضع قواعد أسرية واضحة ؛ تضمن لهم الحفاظ على سلامتهم نفسيا وبدنيا ، وبينت لهم ما يجب عليهم فعله عند عدم إحساسهم بالأمان في أي مكان يتواجدون فيه ، وبإمكانهم إخباري بأي أمر سيء قد يحدث لهم ؛ ليتسنى لي مساعدتهم .
إن ما يحتاجه الصغار من الكبار هو الرعاية والاهتمام ، والإشراف الكامل في أماكن تجمعهم .
ومساعدتهم في تخطي العقبات التي تعترض طريقهم - من الأمور المهمة التي تدفعهم للنجاح في حياتهم .
* حمل تطبيق برودكاست القطيف *
http://qatifbroadcast.com/app
سعادة ممزوجة بقلق عند التحاق الطفل بالمدرسة للمرة الأولى ، الشعور بالقلق قد يعتري الطفل والأبوين معا ؛ لذا يحتاج هذا الأمر حكمة وهدوء في التصرف ، وتهيأة نفسية ، وسلوكية للطفل .
كثيرا ما يعود الصغار - من بنين وبنات - إلى دويهم يبكون من سلوكيات عدائية يتعرضون لها من زملائهم في المدرسة ، والصف ، والحافلة ، كالضرب ، والعض ، أو نهب ما يخصهم ... وذلك ما يقلق الآباء ، خاصة عندما لايقوى الطفل على الدفاع عن نفسه .
حكاية يرويها أحد الآباء قائلا :
عندماالتحق ابني الصغير بالمدرسة لأول مرة - في العام الماضي - كثيرا ما كان يعود باكيا ، يشكو اعتداء أحد زملائه عليه بالضرب والركل ، فخفت أن يكره ابني فكرة الذهاب إلى المدرسة بسبب زميله ، ولأن العنف بين الصغار يقلقني ؛ قررت أن أصطحبه إلى المدرسة للإطلاع على الأمر بنفسي .
وفي ساحة المدرسة أشار لي قائلا : هذا هو ، اقتربت منه ، وجدته طفلا في عمره ، ولكنه يفوق ابني بنية ، وقوة بدنية ، نظرت إليه بحدة ، محذرا إياه من ضربه ، أو التعرض له بأذى مرة أخرى ، وهو ينظر إلى بخوف محركا رأسه بالإيجاب .
وكلما ذهبت إلى المدرسة لتفقد أحوال ابني ومتابعته في الدراسة ، كنت ألمح ذاك المتنمر الصغير يفر هاربا من الساحة عندما يراني مقبلا ، تكررت مسألة فراره أكثر من مرة ، آخرها ناديته : أن تعال يا بني ، التفت إلي خائفا وهو يقول : واللهِ لم أفعل شيئا لإبنك .
ابتسمت في وجهه ، فاطمأن واقترب على استحياء ، مسحت على رأسه ، وطوقته بذراعي ، قائلا له : أعلم أنك لم تفعل شيئا ، فأنت ولد مهذب تحترم الكبار ، وتصغي إلى النصيحة ، ولم تعد تؤذي أحدا ، انفرجت أساريره ، وأردفت قائلا :
أنتما زميلان كأخوين في حجرة واحدة ، وهي حجرة الصف وبيت واحد ، وهو المدرسة
رفع رأسه ينظر إلي مبتسما ، يهز رأسه ، كأنه يقول : نعم .
خرجت - بعدها - من المدرسة مرتاح الضمير ، وكنت كلما أعطيت ابني شيئا طلبت منه أن يقتسمه مع زميله .
كان لتلك الطريقة الودية ، أثر ملموس في أن يصبح الصغيران صديقين - بعد تلك المواجهة .
صدق نبي الرحمة صَلِّ الله عليه وعلى آله وسلم ، حين قال : ( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه )
أحمد الله أنني راجعت نفسي ، وأدركت أنني سلبت من ذاك الطفل إحساسه بالأمان عندما يراني ، ذلك ما لا أرضاه لأولادي ، فقد عودتهم على وضع قواعد أسرية واضحة ؛ تضمن لهم الحفاظ على سلامتهم نفسيا وبدنيا ، وبينت لهم ما يجب عليهم فعله عند عدم إحساسهم بالأمان في أي مكان يتواجدون فيه ، وبإمكانهم إخباري بأي أمر سيء قد يحدث لهم ؛ ليتسنى لي مساعدتهم .
إن ما يحتاجه الصغار من الكبار هو الرعاية والاهتمام ، والإشراف الكامل في أماكن تجمعهم .
ومساعدتهم في تخطي العقبات التي تعترض طريقهم - من الأمور المهمة التي تدفعهم للنجاح في حياتهم .
* حمل تطبيق برودكاست القطيف *
http://qatifbroadcast.com/app
مرسل من الهاتف المحمول Samsung
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق